تربية أبناءك بالحب
يختلف كل جيل جديد عن الجيل السابق. فالبشر في تطور مستمر. إذا قارنا أنماط حياة جيلين، يمكننا أن نرى كيف تغيرت الأشياء بشكل جذري. كانت كلمات مثل “التكنولوجيا” و “العولمة” و “الرقمية” مصطلحات غريبة لجيل “طفرة المواليد” إبان الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، فقد أصبح “جيل الألفية” و “الجيل زد” مواطنين رقميين أتقنوا أسلوب الاتصال عالميًا من خلال التكنولوجيا.
تظهر الأبحاث أن التطورات التكنولوجية الحالية تشكل عقول أطفالنا. في السابق، كان استخدام الإنترنت للأطفال والمراهقين من المحرمات – ولكنه أصبح اليوم أداة تعليمية أساسية لجميع الصفوف المدرسية ومنصة ريادة الأعمال للمراهقين. من المهم أن نفهم مدى سرعة تغير العالم من حولنا. وتأثير تلك التغييرات على أبنائنا.
من أجل تقييم آليات التكيف لدى أطفالنا مع تلك التغييرات الهائلة والسريعة بشكل أكثر دقة، نحتاج إلى أن نكون مستعدين لتجربة العالم من مواقعهم ومن خلال أعينهم. عندها فقط، يمكننا تحليل كيفية تأثرهم عقليًا وعاطفيًا واجتماعيًا ونفسيًا.
يريد أطفالنا أن يكونوا آمنين وسعداء ومنتجين. وعلى الرغم من أن العديد من تقنيات التدريس لدينا قد أصبحت قديمة، إلا أنه لا يزال بإمكاننا تعليمهم القيم الأساسية، والتي يمكن تطبيقها دائمًا.
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها للتأكد من أن أطفالهم يشعرون بالسعادة والأمان والصحة:
- تفهم أن الحب هو الجوهر الأساسي للحياة
إن محبة أطفالنا لها أشكال عديدة، مثل الاعتراف باحتياجاتهم العاطفية والجسدية، وتوفير بيئة أسرية مستقرة وآمنة لنموهم، واحترام خياراتهم، والاهتمام بحياتهم بفضول خالص وعقل وقلب منفتحين. إن تربية أطفالنا بالحب هي أحد أهم جوانب الأبوة.
- أن تكون نموذجًا يحتذى أكثر أهمية من كونك أبًا صارمًا
وفقًا لعلم النفس، فإن الأطفال هم أول مقلدين. ولا بد من توظيف هذا التقليد والاستفادة منه على أكمل وجه، من خلال تقديم القدوة المثلى لأبنائنا بأفضل ما نستطيع، بحيث يحدث تعلمهم منا بشكل سهل طبيعي. يتعلم الأطفال القيم الأساسية والسلوكيات الأخلاقية من خلال مشاهدة تصرفات والديهم. وسوف يتبعون تعاليمنا عندما نطبق ما نتحدث عنه.
- أصبحوا اصدقاء!
أن تكون صديقا لأطفالك أمر لا يقدر بثمن. استمع إليهم بحضور عندما يكون لديهم قصص للمشاركة، رد على أسئلتهم إن وجدت، وعلمهم الحكمة في كل ما يحدث لهم. امزح معهم عندما يكونون سخفاء، وكن حليفهم كلما احتاجوا إلى الدعم، وكن مصدر نصيحتهم متى احتاجوا إليها، حتى في أصغر الأمور. أشركهم في المناقشات العائلية واسأل عن آرائهم. بهذه الطريقة، سيشعرون بالتقدير والحاجة، وسوف تخلق رابطة ثقة. سيشعر كلاكما بالبهجة والسعادة.
- قم بخلق فرص للتواصل
يتواصل الأطفال بشكل أفضل عندما يشاركهم آباؤهم الأنشطة التي يقومون بها. إما عن طريق مساعدتهم في مشاريعهم المدرسية أو حتى بناء منزل على الشجرة معهم. بغض النظر عن النشاط، فإن الأهم هو مقدار ونوعية الوقت الذي تقضيه مع أبنائك. إن قضاء وقت ممتع معهم يضمن لهم الحب وتقدير الذات. وسيقدرون دائمًا جهودك، لأنك تساعدهم على تنمية مهاراتهم.
- كن مرنًا واسمح بالأخطاء
كونك أبًا لا يعني فقط تقدير السلوكيات الجيدة أو مكافأة النتائج الجيدة. الاختبار الحقيقي هو عندما لا يلبون التوقعات. بصفتك أحد الوالدين، تقع على عاتقك مسؤولية التواجد مع أبنائك عندما يخفقون لأن هذا هو الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليك فيه. كن أقل حكمًا وادعم أبناءك في الأوقات الصعبة أو عندما يجعلونك أقل فخرًا.
- عاملهم على قدم المساواة
معاملة أبنائك على قدم المساواة أمر في غاية الأهمية. إنها بوابة لكسب الاحترام. لا تنس أن كل ابن من أبنائك يحتاج إلى نفس الحب والعاطفة. تجنب التحيزات بين أبنائك وكن عادلاً معهم. قد يقود الظلم ابنك إلى الانغلاق على ذاته وسيبدأ في مقارنة نفسه بإخوته، مما يؤدي به إلى أداء أقل في جميع جوانب الحياة. وهذا هو آخر شيء تود رؤيته.
الآباء هم أبطال أطفالهم. يلعبون أهم دور في حياتهم لمساعدتهم على بناء مستقبل ناجح. قد تبدو مهمة أن تكون أبًا صالحًا أو أما صالحة أمرًا صعبًا، لكن الثمار التي ستجنيها تستحق ذلك العناء وتجعله أكثر احتمالًا. امنح أبناءك البيئة التي يستحقونها ويحتاجون إليها للنمو. من خلال توفير بيئة سلمية وسعيدة لهم، مليئة بالضحك والتعلم والدعم، ستجعلهم مستعدين لمواجهة العالم الجديد والازدهار بنجاح.