كيف تصبح شريكًا جاهزًا؟
لقد اعتاد الناس على التخطيط لسائر شؤون
حياتهم. يخططون للمدرسة التي يريدون الدراسة فيها؛ المسار الوظيفي الذي يريدون
اتباعه؛ الأماكن التي يريدون زيارتها؛ الإجازات التي يريدون قضاءها … إلخ. فإن
ذلك يمنحهم الشعور باليقين والتحكم. قال خبير الإنثروبولوجيا الأمريكي – وارن
بافيت ذات مرة، “الأحمق الذي لديه خطة يمكنه التغلب على عبقري بدون خطة“.
حتى أن الناس ينفقون آلاف الدولارات
والكثير من الوقت في التخطيط ليوم زفافهم، لكن هل يخططون لما سيحدث بعد ذلك؟ هل
يخططون للنزاعات ويضعون اتفاقيات حول كيفية حلها عندما تحدث؟ هل يخططون كيف يريدون
قضاء وقتهم وأموالهم؟ هل يخططون كيف يريدون أن يكونوا شركاء محبين؟ أو كيف يريدون
تربية أطفالهم؟ هل هم مستعدون لعلاج جراحهم القديمة قبل احتضان شخص آخر في حياتهم؟
إذا كنت تفعل ذلك، فلا داعي للقلق،
ولكن إذا لم تكن تفعل ذلك، فهذا وضع ينذر بالخطر. قبل أن تلتئم جراحنا السابقة لن نستطيع
الدخول في علاقة رومانسية جديدة والتقدم فيها بسلاسة وسعادة. هنا، أسلط الضوء على
كيف أن كونك “شريكًا جاهزًا” يمكن أن يحل العديد من المشكلات قبل أن
تتفاقم، أو حتى قبل حدوثها في كثير من الأحيان.
يعتقد الكثير من الناس أن أفضل طريقة
لشفاء القلب المكسور هي الدخول في علاقة جديدة على الفور. لكن هذا نادرًا ما ينجح.
إنه مثل تغطية الجرح دون تنظيفه أولاً. إذا قمت بذلك، فقد ينزف الجرح مرة أخرى وقد
يصاب هذه المرة بتقرح. ادخل في العلاقة الجديدة ببطء. امنح نفسك الوقت للاسترخاء.
قد يقترح عليك بعض الناس أن شهرًا واحدًا هو الوقت المثالي للانتظار قبل الدخول في
علاقة جديدة. لكنني أعتقد أن وقت الشفاء مختلف لكل شخص. انتظر حتى تشعر حقًا بالتشافي
والاستعداد للمضي قدمًا.
خبراتك تجعلك الشخص الذي أنت عليه – فقدّر
ما تعلمته من علاقتك السابقة. قم بتدوين الأشياء التي اعتاد شريكك الشكوى منها
بشكل متكرر: ربما كنت لحوحا جدا أو مسيطرًا بشكل خانق. حدد ما لا يمكنك تحمله في العلاقة:
ربما كان شريكك غير متوفر عاطفياً أو متطلبًا للغاية. اكتب أكبر قدر ممكن من
التفاصيل. بمجرد تحديد ذلك، يصبح من السهل الانتباه إلى الإشارات الحمراء مسبقًا.
سيساعدك ذلك أيضًا على فهم الخطأ الذي حدث في علاقتك السابقة للتعلم منه وتحديد ما
تريده حقًا في العلاقة.
تعلم أن تستمتع بمرافقة ذاتك من خلال
قضاء بعض الوقت بمفردك. كأن تمشي في الحديقة مثلا، أو تحتسي القهوة في مقهى جديد،
أو تقرأ كتابًا لطيفًا، أو تشاهد فيلمًا تحبه. من المهم أن تكون مرتاحًا تمامًا
لوحدك. لا يمكنك مشاركة وقتك مع شخص ما إلا عندما تعرف أكثر ما تستمتع به عندما
تكون بمفردك. ولا يمكنك تقديم الحب والسلام والدعم لشخص ما إلا عندما تمارسه تجاه
نفسك أولاً.
يحب الناس التواصل مع شخص لديه أهداف
في الحياة. ضع أهدافًا قصيرة المدى تريد تحقيقها في نهاية العام. قد ترغب في خسارة
10 أرطال، أو الإقلاع عن التدخين، أو البحث عن وظيفة جديدة أو الانتقال إلى مهنة
مختلفة، أو البدء في تناول الطعام الصحي، أو أخذ دورة، أو تعلم السباحة أو لعب
التنس، أو ربما ترغب في السفر إلى مكان معين. اكتشف كيف تريد تحسين نفسك على
المستوى الشخصي والمهني. تعلم شيءٍ جديد يشبه اتخاذ خطوات صغيرة نحو تجديد نفسك
والذي يمكن أن يساعد في تحسين علاقتك المستقبلية، لأنك هذه المرة تبني حياة مستقلة
ثم تشاركها مع شخص آخر.
عندما تداوي جروحك القديمة؛ وقد تعلمت
دروسك من الخبرات / العلاقات السابقة؛ وتعلمت مهارات جديدة، وبدأت أخيرًا في عيش
حياة مستقلة، يكون قد حان الوقت لمقابلة رفيق الروح الجاهز الذي يناسبك. تأكد عند
بدء علاقة جديدة، أنك تنجذب إلى الشخص – وليس إلى فكرة العلاقة. عندما تركز فقط
على وجود علاقة حميمة، دون الاهتمام كثيرًا بمن تتواصل معه، فإنك تخاطر بجر شخص ما
إلى علاقة مهيأة للفشل. وقد تموت العلاقة الجديدة قبل أن تبدأ في النمو.
أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كنت تنجذب
إلى شريكك الجديد وليس لمجرد فكرة أن تكون في علاقة حميمة، اسأل نفسك عما إذا كنت
تستطيع أن تكون على طبيعتك تمامًا أمامهم وهم على طبيعتهم معك دون أي خوف من صدور
الأحكام أو الرفض، ارجع إلى قائمتك وتحقق مما إذا كان ما تحتاجه في علاقة حميمة
يمكن أو سيقدمه هذا الشخص عند الزواج، واسألهم عما إذا كنت تفي بقائمة احتياجاتهم،
هل تستمتع بقضاء الوقت معهم؟ هل يستمتعون بقضاء الوقت معك؟ هل تشعرون بالأمان
والسعادة عندما تتحدثان أو تلتقيان؟ هل أنتما على استعداد لاستثمار وقتكم وطاقتكم
في بناء هذه العلاقة معًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فأنت تنجذب حقًا لهذا الشخص،
وقد حان الوقت للمضي قدمًا في علاقتك.
لكن لا تنس إعداد الاتفاقيات! اتفاقيات
كيف تريدون التعامل مع النزاعات، وكيف تريدون إدارة الأموال، وكيف تريدون إظهار
الحب وتلقيه، وكيف تريدون تربية أطفالكما معًا. اسمح لعلاقتك أن تنمو بطريقة طبيعية.
فالأشياء التي تنمو بطريقة طبيعية، تميل إلى الاستمرار لفترة أطول.
ولا تتخذ قرارات سريعة، إما لقطع
العلاقة أو الانتقال بها إلى الخطوة التالية، وامنح كل منكما وقتًا للتعرف على بعضكما
البعض جيدًا، وكن منفتحًا بشأن ما يعجبك وما لا يعجبك، والسماح للشخص الآخر
بالتعبير عما يحبه وما يكرهه بحرية وصدق، ولا تتردد في طرح الأشياء لمناقشتها
معًا. تعامل مع علاقتك مثل نبات يحتاج إلى ضوء الشمس والأكسجين والماء للنمو
والازدهار.